النسوية بين العلمانية والإسلام: حالة فلسطين

د., اصلاح جاد

الانتخابات التشريعية التي جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2006 2006 جلبت إلى السلطة حركة حماس الإسلامية, التي شكلت أغلبية المجلس التشريعي الفلسطيني وأول حكومة حماس. وأسفرت هذه الانتخابات عن تعيين أول وزيرة في حماس, الذي أصبح وزير شؤون المرأة. بين مارس 2006 ويونيو 2007, وقد تولت وزارتان مختلفتان من حماس هذا المنصب, لكن كلاهما وجد صعوبة في إدارة الوزارة لأن معظم موظفيها ليسوا أعضاء في حماس بل كانوا ينتمون إلى أحزاب سياسية أخرى, ومعظمهم من أعضاء فتح, الحركة المسيطرة التي تسيطر على معظم مؤسسات السلطة الفلسطينية. انتهت فترة صراع متوترة بين نساء حماس في وزارة شؤون المرأة وأعضاء فتح في أعقاب استيلاء حماس على السلطة في قطاع غزة وما نتج عن ذلك من سقوط لحكومتها في الضفة الغربية - صراع الذي اتخذ في بعض الأحيان منعطفًا عنيفًا. أحد الأسباب التي تم الاستشهاد بها لاحقًا لتفسير هذا الصراع هو الفرق بين الخطاب النسوي العلماني والخطاب الإسلامي حول قضايا المرأة. في السياق الفلسطيني ، اتخذ هذا الخلاف طابعًا خطيرًا حيث تم استخدامه لتبرير إدامة الصراع السياسي الدموي, عزل نساء حماس من مناصبهن أو مناصبهن, والانقسامات السياسية والجغرافية السائدة في ذلك الوقت في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتل.
يطرح هذا النضال عددا من الأسئلة الهامة: هل يجب أن نعاقب الحركة الإسلامية التي وصلت إلى السلطة؟, أم علينا أن نأخذ في الاعتبار الأسباب التي أدت إلى فشل فتح في الساحة السياسية? هل يمكن للنسوية أن تقدم إطارا شاملا للمرأة, بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية والأيديولوجية? هل يمكن لخطاب من أرضية مشتركة مشتركة للنساء أن يساعدهن على تحقيق أهدافهن المشتركة والاتفاق عليها? هل الأبوية موجودة فقط في الفكر الإسلامي, وليس في القومية والوطنية? ماذا نعني بالنسوية? هل هناك نسوية واحدة فقط, أو عدة نسويات? ماذا نعني بالاسلام – هل هي الحركة المعروفة بهذا الاسم أو الدين, الفلسفة, أو النظام القانوني? نحن بحاجة للذهاب إلى أسفل هذه القضايا والنظر فيها بعناية, ويجب أن نتفق معهم حتى نتمكن من اتخاذ قرار فيما بعد, كنسويات, إذا كان نقدنا للأبوية يجب أن يوجه إلى الدين (إيمان), الذي يجب أن يقتصر على قلب المؤمن ولا يسمح له بالسيطرة على العالم أجمع, أو الفقه, التي تتعلق بمدارس الإيمان المختلفة التي تشرح النظام القانوني الوارد في القرآن الكريم وأقوال النبي – السنة.

قدمت في إطار: مقالاتالمميزحماسفلسطين

السمات:

عن المؤلف:

RSSتعليقات (0)

تعقيب رابط

اترك رد